المشاركات

page 2

  كانت لى كل شئ فوددت لو أملك فأقدم لها أغلى شئ ، كنت اعد الساعات لآلقاها ، وفى يدى زهرة أو ماشابه ، كنت ارافقها فى كل خطوة ، كنت اراها توأم روحى ، عبثاً جعلتها كل احلامى ، علقت عليها أمالى وطموحاتى ، أما أنا فلم أكن ، فهمت الحقيقة مؤخراً ، ولكن عناية السماء كانت ترعانى وتحمينى من ضعفى وغدرها جعلتها هدفى فمنحتنى هدفاً أسمى ، حين ايقذتنى من حلمى وعالجتنى من وهمى ، بيداها التى جرحت منحتنى الدواء بغير قصد ، قدمت دليلاً على غبائى أو حتى سذاجتى حين جعلتنى أزفها بيداى دون ان ادرى ، وبحبى دفعتها الى دنياها التى تأمل ، وبحسن ظنـــى دعمت أكاذيبها ، وسمحت لها بنسج الخيالات والآوهام وبيــــداى استخرجت لهـــا الاوراق والتصاريح ، خدعتنى ، قالت انها تنهى اوراق السفر لزيارة والدها فى المهجر ، مجرد زيارة قصيرة وسوف تعود ، كان قلبى يتمزق ولكن الامل كان يضمده ، بعد السفر بخلت على بالكلمات ، نسيت عنوانى وارقامى ، حاولت مرات فى الوصول الى صوتها ولم افلح ، اصبحت المسافة ابعد والمصارحة اسهل كتبت فى كلمات مقتطبة : هاجرت الى زوجى ، فأنا لا أريد ان اكون ارملة ، قاطعتها عودى ....... سوف نلتقى فى الجنه ، عودى فا

page 3

انشد الشعرواكتب لها جواباتى ، احكى لها عما يدور بخاطرى ، أغازلها وامدحها  تلك المحبوبة التى لم تخذلنى يوما ما ، اقسمت ان احميها من كل سوء ، عزفت لها الحاناً  وزعتها على الآوتار ، شاركتنى الدبابات والقنابل النغم ، ترنمت لها بأجمل الحان الوفاء ، وكتب اشعاراً ومعلقات ، اقسم فيها ان ادافع عن كل فتاة محبة لترابها ، وكل ام وكل طفل وكل كهل يحتمون بحضنها ، حتى جاء اليوم الموعود ، يوم زفافى ، سمعتهم يهمسون بإسمها ، ربما هى فى الصندوق التالى لصندوقى ، اوراقها تلى اوراقى او تسبقها ، تحسست الاصوات والهمسات حتى سمعت صوت آباها يبكى وامها تلطم حزناً عليها ، ترقبت الجموع وهم ينهون مراسم العودة ، ، ها هو صوت ابى وامى أسمعهم يكبرون ، يوارون زفرات الدموع خلف الصبر، وبدموع نطقوا عبارات الوداع ، احتاج الى دعائكم وغداً نلتقى فى الجنه ، معى سبعون تذكرة مرور ، لن انساكم مهما طال الامد ، وانتم افيضوا على من الدعاء ، حتى وقع الختم على الورقة المقصودة  ، تذكرت مقولتها : لن اكون وحيده من بعدك ولا اريد ان اكون ارملة ، عادت من نفس الطريق ، غريبة هى الحياة كانت تخشى وفاتى فماتت ، الان انا ارى الجنة تلوح لى من شباك ا

page 1

  اليوم هو يوم زفافى اليوم هو يوم زفافى ، عرسى وتتويجى الى حضن محبوبتى ، فرحتى جابت حدود الكون ، تخطت سرعة الصوت والضوء ، روحى طارت الى هناك قبل جسدى ، سبقت الطائرات والصوايخ ، عبرت كل الحواجز ، فرحتى صنعت قوتى التى طارت الى عنان السماء ، غاصت بى الى الاعماق ، بصمت كل الاوراق ، تسللت بين الصفحات ، طوت الاوراق والدفاتر ، استكملت الخانات الفارغة ، لونتها بلون الشرف والكرامة ، الان عدت منتصراً على خوفى ، شجاعتى كانت رأس مالى ، لم امتلك المال والجاه يوماً ولكنى حصدت ماهو أفضل ، ربما قصور وترف لم يخطر على قلب بشر ، وبعد وقت قصير سأرتمى فى حضن امى واحكى لها ، فحضنها الدافئ ملجأى وملاذى ، الان نسيت كل الالام والاحزان فقديما فارقتنى من كنت اهواها ، تذكرين كم كانت هى الحياة ، البهجة والامل ؟